سبب تصنيف الإمام البخاري لكتابه الجامع الصحيح من أهم الأسئلة التي زاد البحث عنها خلال الفترة الماضية، خاصةً و وأن أغلب الباحثون عنه من طلاب العلم وجمع الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة ودراستها، أو علماء المسلمين الذين يدرسون للطلاب.
حيث يعد هذا الكتاب واحدًا من أهم الكتب الدينية للمسلم، فهو كتاب جامع العديد من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم من حياته وسننه، وسماه البخاري “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه”، وكان البخاري يذكره مختصرًا ويقول “الصحيح” أو “الجامع”، وعرف بين العديد من العلماء قديمًا َحديثًا باسم “صحيح البخاري”.
ما هو سبب تصنيف الإمام البخاري لكتابه الجامع ؟
- ذكر العديد من المؤرخين أن سبب تصنيف البخاري لكتابه الجامع الصحيح هو إسحاق بن راهويه.
- حيث ذكر البخاري أنه ذات يومًا كان يجلس في مجلس مع راهويه فقال إسحاق البخاري “لو جمعتم كتابا مختصرًا لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم”.
- فأخذ في جمع الكتاب على النحو الذي نعرفه، والذي نمسك به في أيدينا الآن .
حيث روى عن البخاري رضي الله عنه أنه قال ” رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم، كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب عنه” فسأل بعض المعبرين عن هذه تفسير هذه الرؤية فقالوا له : إنك تذب عنه الكذب أي الأحاديث الكاذبة والضعيفة المنسوبة له بغير وجه حق.وقال البخاري حينها فهو الذي حملني على إخراج الصحيح أي كتاب” الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه“.
- وذهب أهل العلم إلى أن رواية طلب إسحاق بن راهويه كانت الأولى أو البداية، ثم جاء هذا المنام كي يؤكد عزم البخاري على القيام به وإتمام تصنيف الكتاب.
اقرأ أيضًا: اشتهر الإمام البخاري بصفات خلقية وضحها
مدّة تصنيف كتاب البخاري الجامع الصحيح
- عمل البخاري في تصنيف كتابه من خلال جمعه وترتيبها وتنقيحه من الأخطاء مدة طويلة بلغت نحو 16 عام.
- قام خلالها برحلات علمية واسعة في الأقاليم الإسلامية لجمع الأحاديث الصحيحة، فقد كان يسافر لجمع الحديث ثم يعود لإكمال تصنيفه.
- وبدأ في المسجد الحرام، حيث قال “صنفت كتابي في المسجد الحرام، وما أدخلت فيه حديثًا حتى أستخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته”.
- فقد جمعها في المسجد النبوي، وحرص على تحرى الدقة في إخراج الكتاب بشكل صحيح ومراجعته عدة مرات.
- ثم عرضه على أساتذته ومشايخه لمراجعته ليعرف رأيهم فيه، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، وعلى بن المديني، ويحيى بن معين.
- وكل هؤلاء شهدوا له بصحته واستحسنوا الكتاب، لذا استغرق إخراج هذا الكتاب للنور كل هذه الفترة الطويلة.
عدد أحاديث صحيح البخاري
كثير منا نسمع عن كتاب الصحيح أو الجامع للأمام البخاري، ونعلم جيدًا انك عندما تقرأ حديثًا وتجد في نهايته رواه البخاري فأنت بهذه الرواية موقن بصحة الحديث، ولكن هل تعلم عدد أحاديث كتاب الصحيح للبخاري:
العالم | قوله عن عدد أحاديث كتاب البخاري |
ابن صلاح النووي |
|
ابن حجر |
|
مكانة كتاب صحيح البخاري
في سياق الحديث عن سبب تصنيف الإمام البخاري لكتابه الجامع الصحيح وعلى الرغم من وجود العديد من الأحاديث عند أهل السنة والجماعة، إلا أهل العلم والعلماء اعتبروا كتاب البخاري هو أصح كتب الحديث، ويطلق عليه ثاني أصح الكتب بعد القرآن الكريم على الإطلاق، وذكر العديد من العلماء آرائهم ومنها:
الذهبي |
|
النووي |
|
السخاوي |
|
ابن صلاح |
|
الجويني |
|
ابن تيمية |
|
ابن حجر العسقلاني |
|
صديق حسن خان |
|
الألباني |
|
الشيخ عبد المحسن العباد |
|
أبي زيد المروزي |
|
لا يفوتك أيضًا: تعريف الحديث الصحيح لغة واصطلاحاً وشروطه
معلومات عن الإمام البخاري
- الإمام البخاري هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه الجعفي البخاري.
- يعد من أهم علماء الحديث، كما أنه من أهم علماء علوم الرجال والتعديل الجرح والعلل عند أهل السنة والجماعة.
- كما أنه أحد كبار الحفاظ الفقهاء الذي نال شهرة واسعة في زمانه وحتى الآن.
- ولد الإمام البخاري في مدينة بخاري ليلة الجمعة بتاريخ الثالث عشر من شوال لعام 194، الموافق يوم 20 من شهر يوليو عام 810 م.
- تربى في بيت يملؤه العلم حيث كان والده من العلماء المحدّثين وأيضًا الراحلين بشكل دائم في طلب الحديث.
- توفي والد البخاري وهو في سن صغير فتربى يتيمًا في حجر أمه، ثم كانت بداياته في طلب العلم في حفظ القرآن الكريم في الكتاب.
- ثم أمهات العديد من الكتب المعروفة في زمانه، وعندما بلغ سن العاشرة من عمره بدأ في حفظ الحديث ومعرفة الاختلاف وملازمة حلقات الدروس المختلفة.
- بعد ذلك وهو في سن السادسة عشر من عمره حفظ العديد من الكتب أهمها كتب وكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك.
- سافر في العديد من أرجاء العالم الإسلامي من أجل طلب علم الحديث وجمع الأحاديث الشريفة.
- اشتهر شهرة واسعة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، لقب بأمير المؤمنين في الحديث.
- كما أن له العديد من المصنفات العديدة بجانب الجامع الصحيح ومن أشهرها الأدب المفرد، التاريخ الكبير، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام وغيرها العديد والعديد.
- مرض وتوفِّيَ في سمرقند ليلة عيد الفطر المبارك يوم السبت في غرة شوال 256 هـ، الموافق يوم 1 من شهر سبتمبر 870م.
قدمنا لكم كافة المعلومات عن سبب تصنيف الإمام البخاري لكتابه الجامع الصحيح ويسعدنا استقبال كافة التساؤلات حول الإمام البخاري من خلال التعليق أسفل المقال.