هل عيد الأم حرام أم حلال؟

من بين الأسئلة الفقهية الهامة هي التعرف على عيد الأم حرام أم حلال؟ نظرًا لكثرة الآراء التي وردت بهذا الخصوص.. والتي جاءت ما بين النفي والإثبات، وإليك تلك الآراء على النحو التالي.

عيد الأم حرام أم حلال؟

هناك العديد من المسائل الفقهية التي ينبغي التعرف على حكمها في الدين الإسلامي.. لكي لا تقع في المحظورات، ومن تلك المسائل الاحتفال بعيد الأم.. والذي أجازه العديد من الفقهاء وأهل العلم؛ في سبيل التعبير عن التقدير إلى الأمهات وإدخال البهجة إلى قلوبهن.

لذا فقد أجازت دار الإفتاء المصرية مسألة الاحتفال بعيد الأم في الشرع.. وأشارت إلى أنه من الأمور التي لا حرج فيها، وقالت أيضًا أنها واحدة من مظاهر البر والإحسان إلى الوالدين.. وهي من الأفعال التي يحثنا عليها الدين الإسلامي في كل الأوقات.

على النقيض نجد أن بعض الفتاوى الأخرى قد أشارت إلى أن الاحتفال بعيد الأم هو واحد من البدع المتداولة بين الناس.. والتي لا ينبغي الاحتفال بها؛ وعليه فقد امتنع بعض الأشخاص عن ممارسة تلك الطقوس الاحتفالية خوفًا من العقاب أو من غضب الله -عز وجل- كما امتنعوا كذلك عن تقديم الهدايا إلى الأمهات في هذا اليوم.

إلى جانب ذلك فقد استند أنصار الرأي الأخير.. على أن الأعياد الشرعية والمناسبات المنصوص على الاحتفال بها في الدين الإسلامي، هي عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك.. بالإضافة إلى عيد الأسبوع، مع العلم أن العيد الأخير لا يوجد ما يدل على مشروعية الاحتفال به.

اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بالفلانتين

حكم الاحتفال بعيد الأب في الإسلام

ظهر عيد آخر يهدف إلى الاحتفال بمكانة الآباء وتعظيمهم في كل مكان.. وقد أطلق عليه البعض اسم يوم الأب العالمي؛ ما ترتب عليه ظهور العديد من الآراء الفقهية المتناقضة حيال الأمر.

من هنا نشير إلى أن الاحتفال بعيد الأم وعيد الأب سواء في الدين الإسلامي.. فهي من الأفعال التي تنم عن ضرورة الحرص على بر الوالدين وتقديم الاحترام والتقدير لهم بين الحين والآخر.. على الرغم من أن البعض يشير إلى أنها واحدة من بدع الغرب التي لا يجوز الالتفات لها، كما استند الرأي الأخير على حديث صحيح:

عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه. قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟…”. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أسئلة فقهية متعلقة بالاحتفالات

توجد العديد من الاحتفالات التي ظهرت مؤخرًا.. والتي ينبغي التعرف على رأي أهل العلم بخصوص مشروعيتها، ومنها ما يلي:

1. الاحتفال بالفلانتين : من الأفضل عدم الاحتفال به لأنه من عادات النصارى.. والدين الإسلامي له قواعده التي يجب الالتزام بها، ومن هنا نشير إلى أن الحب في حد ذاته فطرة في النفوس ليست محرمة.. ولكن توابع الحب هي ما يمكنها أن تقودك إلى الوقوع في المعاصي والذنوب، ولكن بعض الفتاوى الأخرى ترى بأنه لا حرج في تخصيص يوم ميعن للتعبير عن الحب بين الأزواج.. فالأمر في ذلك يشبه الاحتفال بعيد الأم، واليوم العالمي للأب.
2. الاحتفال بعيد الميلاد : من الأمور الجائزة في الدين الإسلامي.. ولكن الأمر محدد ببعض الضوابط، فعلى سبيل المثال لا يجوز المخالطة في تلك الاحتفاليات.. التي يمكنها أن تقود المرء إلى الوقوع في الذنوب والمعاصي، علاوة على أنه لا ينبغي ارتداء ملابس تعمل على كشف العورات.. نظرًا لأنها من الأمور المحرمة في الدين الإسلامي.
3. الاحتفال برأس السنة الجديدة : من المناسبات الخاصة بالنصارى.. لذا فينبغي الاكتفاء بتهنئتهم فقط، وتجنب الاحتفال بتلك المناسبة من الأساس.. لأنها لم ترد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية، ويكفي فيها بدء العام بالدعاء وأداء الطاعات على النحو الذي يرضى الله -عز وجل-.
4. الاحتفال باليوم الوطني : من الأعياد التي يجوز الاحتفال بها.. مع الحرص على تجنب المبالغة، والوضع في الاعتبار بأنه ليس من المناسبات أو الأعياد الشرعية التي من المقرر الالتزام بالاحتفال بها فقط في الدين الإسلامي.
5. الاحتفال بعيد التحرير : من الأعياد القومية التي ينطبق عليها حكم الاحتفال باليوم الوطني.. والتي لا تتضمن أي حرمانية وفقًا لما ورد في الأحكام الشرعية التابعة للدين الإسلامي.. ولكن يجب الالتزام بعدم الإفراط في الاحتفال أو المبالغة.

اقرأ أيضًا: هل السجائر حرام في الإسلام

حكم الاحتفال بالأعياد الغير شرعية

لا زال الحديث عن حكم الاحتفال ببعض الأعياد والمناسبات الشرعية في الدين الإسلامي قائمًا.. وإليك المزيد من تلك الأحكام عبر الآتي:

• الاحتفال بعيد الكريسماس : وفقًا لما ورد عن دار الإفتاء المصرية فإن التهنئة بعيد الكريماس الذي يعد من الأعياد المسيحية من الأمور الجائزة في الشرع، ولكن الأمر لا يشتمل على المقاصد الدينية أو الوطنية أو الاجتماعية.. ومن ثم فإن التهنئة جائزة ولكن لا ينبغي الاحتفال به على المستوى الديني؛ لأنه من الأعياد المسيحية.
• الاحتفال بعيد الرأس الهجرية : على الرغم من أن هذه المناسبة الدينية لم ترد في القرآن الكريم أو السنة النبوية.. ولم ترد كذلك عن السلف الصالح ولكنها باتت من الاحتفالات المنتشرة بين الناس التي تمنحهم السعادة والرضا.. لذا فهي لا تحمل أي حرمانية في الدين الإسلامي ومن الجائز الاحتفال بها.
• الاحتفال بعيد العمال : بعض الآراء تشير إلى أنه من الأعياد والمناسبات الغير شرعية.. التي لا يجوز الاحتفال بها، وهي من الأمور المحرمة في الدين الإسلامي.. بينما وردت بعض الآراء الأخرى التي تشير إلى أن العمل من الأمور المنصوص عليها في الدين؛ لذا فلا بأس في الاحتفال بهذا العيد في سبيل تقدير الأعمال التي يقوم بها الأفراد في كل مكان.
• الاحتفال بالمولد النبوي : من المناسبات الدينية التي أجمع العلماء والفقهاء على مشروعية الاحتفال بها.. على الرغم من أن ذلك الأمر لم يتم ذكره في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة، ولكنه من المظاهر التي يتم من خلالها إدخال السعادة والسرور على النفوس.. بالتزامن مع ذكر مولد خاتم المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.

اقرأ أيضًا: حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد

الأعياد والاحتفالات المعتبرة في الإسلام

عبر الجدول المقبل سيتسنى لك إمكانية الاطلاع على أهم الأعياد الدينية التي من المقرر الالتزام بالاحتفال بها.. لكي لا تقع في الأخطاء والمعاصي، ومنها ما يلي:

فيما سبق تعرفنا على إجابة عيد الأم حرام أم حلال؟ كما أشرنا إلى بعض المسائل الفقهية ذات الصلة بهذا الأمر.. لكي لا تقع في الأخطاء الشائعة دون عمد، ولتحصل على الأجر والثواب.